تعرف إلى قصة نجاح اثنين من اللاجئين السوريين في البرازيل
أحمد الصدّيق يعمل كمدير إداري في الشركة
عندما غادرا سوريا للعيش في البرازيل، كان كلّ من "عبد الله الصدّيق" و"أحمد المصري" يفكر فقط في الهروب من الحرب في سوريا التي بدأت في العام 2011 وخلفت أكثر من نصف مليون قتيل وأكثر من 5 ملايين لاجئ. ومع الانتقال إلى بلد جديد، واجها الكثير من الصعوبات في العثور على عمل دون إتقان اللغة.
 
عبد الله الصدّيق البالغ من العمر 30 عاماً، شاب سوري من مدينة حلب، يحمل شهادة في إدارة الأعمال من جامعتها. بعد الحرب، سافر إلى مصر وحصل على درجة الماجستير في المالية من إحدى جامعاتها، ولما لم يتمكن من الحصول على عمل في مصر وكانت الأوضاع في سوريا تزداد صعوبة، فقد قرّر تجريب حظه في البرازيل. وصل "عبد الله" إلى ساو باولو في العام 2015، ومع أنه لم يكن يتكلم إلا بضع الكلمات باللغة البرتغالية، فقد عرف عن طريق أحد الأصدقاء أن أحد شركات تجارة الجملة تطلب موظفين، قدّم السيرة الذاتية وتم قبوله.

كان "عبد الله" أول أجنبي يتم توظيفه من قبل شركة Akki، التي توظف حوالي 32 أجنبياً من اللاجئين (من سوريا وفلسطين وباكستان والمغرب ولبنان والباراغواي). بدأ العمل في تفقد البضائع، وانتقل بعد فترة إلى القسم المالي في الشركة، وهو الآن مدير إداري في القسم يعمل تحت إشرافه 50 موظفاً برازيلياً بعد أن استطاع التكيف وفهم كيف تدور الأمور في الشركة "بدون استعجال". ويؤكد عبد الله أن "السرّ في النجاح هو المرونة والقدرة على التكيف". ويحمل عبد الله الآن أعلى منصب بين اللاجئين والأجانب في الشركة.

"الصدّيق" لا يفكر في العودة إلى سوريا، إلا أنه تمكن خلال إجازة العام الماضي من زيارة عائلته (أبيه وأمه) التي بقيت في حلب. وعلى الرغم من أن المدينة مدمّرة إلا أن بيت العائلة لا يزال بخير. ويقول بأنه يستطيع الآن إرسال المال إليهم ليتمكنوا من مواصلة الحياة. ويقول بأنه وجد أن العمل في البرازيل أفضل، خصوصاً مع الحقوق المتوفرة للعمال هنا من حيث ضمان الإجازات والمعاش التقاعدي وكذلك إمكانية التطور في الحياة المهنية.
 
عبد الله الصدّيق يعمل كمدير إداري في الشركة

أما بالنسبة لمواطنه "أحمد المصري" البالغ من العمر 23 عاماً، فقد جاء من دمشق عام 2014 إلى البرازيل بعد أن فقدت أسرته منزلها في تفجير، واختار الخروج من البلاد كي لا يتم استدعاؤه للخدمة العسكرية في الجيش، وفقاً لما قاله. وقد كان يبلغ من العمر 19 عامًا عندما جاء إلى ساو باولو ليعيش مع بعض أقاربه. وعمل في شركة أقاربه لمدة عامين، ولكنه ترك العمل لديهم لأنه لم يرَ فرصة للتطور.

بدأ "أحمد المصري" مع شركة Akki منذ حوالي سنة، وكانت وظيفته هي في تفقد الفواتير وعربات الزبائن منعاً للسرقات والهدر، وفي أقل من سنة استطاع تطوير مهاراته وبات اليوم رئيساً لفريق منع الهدر في الشركة، الذي يضم 13 عاملاً منهم 12 من البرازيليين.

ويشير أحمد أيضاً إلى أن ظروف العمل في البرازيل هي أفضل من تلك في سوريا، فالعامل في البرازيل يتمتع بالعديد من الحقوق ويتمكن من الحصول على إجازات. ويضيف إلى أنه بانتظار الحصول على إجازته في شهر مايو/أيار القادم وبأنه يقوم بتوفير بعض المال ليتمكن من زيارة عائلته في سوريا. كما يفكّر "المصري" حالياً في متابعة دراسته في "الاقتصاد" عندما يتمكن من إتقان اللغة البرتغالية بشكل كامل.
 
أحمد المصري يدير فريقاً من 13 عاملاً

ومن الجدير بالذكر أن هناك حوالي 5% من اللاجئين ضمن عديد الموظفين في شركة Akki التي تنتشر في ساو باولو. وتقول الشبكة إنها تدعم التبادل الثقافي، وبالتالي تفتح مساحة للأجانب ضمن فريقها. ووفقاً للشركة، فإن التحدي الأكبر هو التعامل مع اختلاف الثقافات. وبالرغم من رؤية إدارة الشركة بأن بعض الأجانب "لا يتمتعون بمرونة كافية" إلا أنهم منضبطون للغاية.

وللتوظيف في الشركة، فإن الأجنبي لا يحتاج إلا إلى معرفة أساسية في اللغة البرتغالية، كون أغلب الوظائف تكون في القطاع اللوجستي كتفقد البضائع واستلامها ونقلها. وتؤكد الشركة أن التطور الوظيفي ليس ممنوعاً وأنها تمنح فرصة حقيقية للتطور.