يوم الطفل في البرازيل.. عطلة عامة ويومٌ ترفيهي بامتياز

تقرير: حسان مسعود

الثاني عشر من أكتوبر هو اليوم الذي اختارته البرازيل منذ العام ١٩٢٤ للاحتفال بيوم الطفل في البلاد، عبر تعيينه عطلةً رسمية مدموجة مع أحد أهم الأعياد الدينية في البرازيل "يوم شفيعة البرازيل" “Nossa senhora aparecida”.
 
عيد الطفل في البرازيل ليس عطلةً للمدارس والمؤسسات التربوية فحسب كما في كثير من البلدان، إنما هو مناسبةٌ من نوعٍ خاص، تُقفل لأجلها كافة المؤسسات الحكومية والرسمية والخاصة إضافةً الى المحال التجارية، ويمنح جميع الموظفين اجازةً مدفوعة، ليتمكنوا من قضاء هذا اليوم مع أسرهم وأطفالهم ورسم السعادة على وجوههم عبر الكثير من الوسائل.
 
 
في يوم الطفل تفتح الحدائق والمؤسسات الترفيهية العامة أبوابها باكراً وتمتلئ بالعائلات مصطحبة أطفالها للاستمتاع بما فيها من أماكن خاصةِ بهم، كما تقدم المسابح والملاعب وأماكن الترفيه الخاصة خصوماتٍ وتسهيلاتٍ كبيرة للأطفال في هذا اليوم خصيصاً، وقد يصل ببعضها بأن يفتح أبوابه مجاناً للعامة كما فعلت بعض المسابح الخاصة في غير مدينة على سبيل المثال.
 
 
في جولةٍ سريعةٍ لنا في إحدى حدائق ساو باولو في هذا اليوم، استطعنا رصد جزءٍ من المشاهد العائلية المميزة التي يضفيها هذا اليوم بما فيه من تسهيلاتٍ لإسعاد الأطفال. فأماكن اللعب مليئة بالاطفال من مختلف الاعمار الذين تملأ السعادة قلوبهم وتعتلي البسمة شفاههم، خصوصاً عندما يلتقطون الصور التذكارية مع عائلاتهم لحفظ هذه المناسبة.
وللاطلاع أكثر على رأي الشارع سألنا أحد الآباء "برونو  أثناء مرافقته لابنه خلال لعبه بالدراجة الصغيرة فقال: "يوم الطفل بالنسبة لنا يومٌ هامٌ للغاية، فهو فرصةٌ لنتقرب أكثر من أطفالنا ونعبر لهم عن محبتنا بما نستطيع عبر الهدايا أو الرحلات الترفيهية، فهم كل حياتنا"، مضيفاً "نحن شعبٌ نحب الأطفال ونعتني بهم ونسعى دائماً لإسعادهم ونأمل بأن نتمكن من تحقيق مستقبل أفضل لهم في بلدهم".
 
 
وتعتبر البرازيل إحدى أكثر الدول اهتماماً بالأطفال حول العالم لناحية إعطائهم الاولوية دائماً مع من يرافقهم في جميع المرافق العامة، إضافةً إلى تأمين أماكن ترفيهية مخصصة للاطفال واحتياجاتهم في المراكز التجارية، إلى جانب الاهتمام بتخصيص أماكن عامّة للّعب مع محاولة تأمين ومراعاة إجراءات السلامة اللازمة عدا عن قانون إلزامية التعليم ومجانيته للأطفال وتخصيص مراكز صحيّة ومستشفيات ومراكز طوارئ للأطفال على اختلاف أعمارهم بعيداً عن البالغين ومراكزهم، وغيرها من الإجراءات والقوانين التي تعتني بالطفولة بشكل بالغ.
 
وفي الوقت نفسه يرى بعض البرازيليين أن البلاد ما زال ينقصها المزيد من الاجراءات والتحسينات لاهتمامٍ أكبر بالطفل، فحتى اليوم ما زال هناك ضعفٌ في المراكز الصحية الخاصة بالأطفال في العديد من الولايات والمدن خاصةً في الشمال البرازيلي، كما ورغم العديد من محاولات الحد منها ما زالت تنتشر ظاهرة تسوّل الاطفال أو بيعهم لبعض المنتجات البسيطة على إشارات المرور ما يعرضهم للخطر الدائم ويحرمهم من الطفولة، إضافةً إلى تدني مستوى التعليم الحكومي وضعف الاهتمام بجودته على مستوى البلاد ما يقلل فرص بناء جيل متعلم ومثقف في المستقبل.
 
 
كما يمر يوم الطفل هذا العام في ظل أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة تمر بها البرازيل، وسط أجواء الانتخابات الرئاسية التي انتقل إلى جولتها الثانية فريقان متناقضان في الكثير من وجهات النظر، خصوصاً فيما يتعلق بالبرامج الاجتماعية.
 
أما على صعيد الجاليات العربية في البرازيل، فهي تشارك من خلال بعض مؤسساتها في إحياء هذا اليوم كما يشارك أبناؤها في الاحتفالات والمناسبات، بينما ما زال البعض يحتفل ايضاً بيوم الطفل العالمي المعتمد في بلدانهم الأصلي بالشرق الأوسط ما يكسب الطفل ذو الاصول العربية فرصة الاحتفال بعيده مرتين بالسنة.