السفير الفلسطيني في البرازيل: نقل السفارة إلى القدس عمل عدائي
السفير إبراهيم الزبن
اعتبر السفير الفلسطيني في البرازيل «إبراهيم الزبن» في تصريحٍ لوكالة «فرانس برس» الفرنسية أن نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس يُعدّ "هجوماً" على الشعب الفلسطيني وخرقاً للقانون الدولي.
 
وتأتي تصريحات الزبن قبل أيام من زيارة تم ترتيبها في وقت مسبق، يُجريها الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إلى «إسرائيل»، حيث يُتوقّع أن ينفذ تعهّده السابق بنقل سفارة بلاده من تلّ أبيب إلى القدس. وهو ما كان أكّد عليه خلال استقباله لـ "رئيس الوزراء الإسرائيلي" الذي زار البرازيل ليشارك في حفل تنصيب بولسونارو، حين قال وقتها أن مسألة نقل السفارة هي مسألة وقت.

وقد أثارت هذه التصريحات منذ لحظة صدورها وحتى الآن الكثير من الجدل داخل الحكومة البرازيلية وفي الأوساط السياسية البرازيلية بشكل عام. حيث يترأس نائب الرئيس البرازيلي «هاميلتون موراو» الجناح الذي يرى في نقل السفارة ضرراً للمصالح التجارية البرازيلية مع العالم العربي، ويسانده في ذلك العديد من الأصوات في الأوساط العسكرية والاقتصادية. بينما يتبنى بولسونارو الجناح الآخر الذي يراهن على أن عملية نقل السفارة لن تلاقيها إلا بعض عبارات الشجب والتنديد، فيما سيكون قد كسب تحالفاً قوياً مع الرئيس الأمريكي ترامب وحليفه المدلل نتنياهو من خلال إثباته أنه يجري تغييراً عميقاً في السياسة الخارجية للبرازيل.

وفيما تداولت وسائل إعلام مختلفة الحديث عن خطة للتخفيف من مفاعيل نقل السفارة، عبر إنشاء بعثة قنصلية في القدس بداية الأمر ومن ثم نقل السفارة في مرحلة لاحقة، أوضح وزير الخارجية البرازيلي «إرنستو آراوجو» لصحافيين خلال الأسبوع الماضي أن "الحكومة لا زالت تدرس خياراتها".

ويُعتبر قرار نقل السفارة مخالفةً لقوانين الشرعية الدولية، التي تؤكد على عدم المساس بوضع القدس، والتي صنّفت كمنطقة دولية في قرار تقسيم فلسطين، بينما وصفت كمنطقة محتلة بعد عدوان حزيران 67. وعلاوةً على ذلك فإن «إسرائيل» تدّعي سيادتها على كامل مدينة القدس، في حين يطالب الفلسطينيّون بعاصمة لدولتهم المستقبلية في "القدس الشرقية" فقط. 

وهذا ما أكّده الزبن خلال تصريحه لوكالة «فرانس برس» حيث رأي أن "نقل سفارة أيّ بلد إلى القدس هو خرق للقانون الدولي وهجوم على الشعب الفلسطيني". وحتّى الآن فإنّ الولايات المتحدة وغواتيمالا هما الدولتان الوحيدتان اللتان نقلتا سفارتيهما إلى القدس. وهو ما لاقى تنديداً دولياً حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم "A/ES-10/L.22" الذي يطالب الجميع بعدم تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديمغرافية، ويؤكد أن أي قرار ينص على ذلك هو لاغ وباطل وليس له أي أثر قانوني.

يشار إلى أن بولسونارو سيزور «إسرائيل» من 31 آذار/مارس حتّى 3 نيسان/أبريل. وقال الزبن إنّه تم توجيه دعوة للرئيس البرازيلي لزيارة أراضي السلطة الفلسطينيّة لكنّه لم يعطِ جواباً حتى الآن. وهو ما يعتبر بحد ذاته تغييراً للموقف الثابت للبرازيل في "التزام الحياد" تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

يذكر أن البرازيل اعترفت بـ "دولة فلسطين" في العام 2010 في ظل حكومة الرئيس البرازيلي الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.