ضاد في ساو باولو
عرضت شاشة التلفزيون العربي مؤخراً الفيلم الوثائقي "ضاد في ساو باولو" وهو أول فيلم يتناول تعليم اللغة العربية في البرازيل، ويحكي قصة وصول أبناء العرب إلى هذه البلاد التي التي كانت وما زالت مقصدهم حتى اليوم، مرتكزين إلى ذاكرة غنية وطازجة عن علاقات طويلة تخص الأجداد والأقرباء الذي مضوا وعاد بعضهم، فيما أسس آخرون حياة مختلفة.
يحكي الفيلم قصة الأستاذة الجامعية د. صفاء جبران التي وصلت إلى البرازيل لزيارة شقيقتها المقيمة هناك، ثم قررت البقاء، ولم تكن تملك خططاً للمستقبل سوى الوجود في مكان آمن، ولكن التحاقها بالدراسة في جامعة ساو باولو فتح أمامه طريقاً واسعاً لمستقبل لم تفكر فيه من قبل، فمن طالبة تدرس الألف باء للغة العربية التي تعرفها جيداً صارت رئيسة لقسم اللغات الشرقية في الجامعة.
أما جميما فقد تعلقت ببطلة مسلسل من أصول عربية، وسحرتها الأصوات في اللغة العربية لتقوم بدراستها رغم معارضة الأهل، ولتعد لاحقاً رسالة ماجستير عن ترجمة رواية عربية شهيرة وترصد الأخطاء المتعمدة في الترجمة الإنكليزية للرواية. لقد وصلت مراراً إلى اليأس من إمكان تعلم العربية، بينما صفاء تقول لها: ما دمت تعلمت البرتغالية فإن بإمكانك تعلم العربية. تعلمت وصارت تشعر أنها عربية في كل شيء.
دخل فيليب عالم اللغة من صداقات الطفولة والاهتمام بالثقافات والأديان. الفتى الذي كان طموحه على الدوام أن يكون أستاذاً للغة ما، وقع في سحر العربية واتساعها ووزنها الحضاري الكبير، حتى أنه كان مشغولاً بإطروحة دكتوراة عن اللهجة العربية في مدينة الصويرة المغربية، وحقق حلمه بتعيينه أستاذاً للعربية مستذكراً كيف كانت صفاء تجبره على حفظ قصائد نزار قباني ومحمود درويش.
إنها حكايات ثلاث، يجمع بين أصحابها شغف باللغة ورغبة مستمرة بالإنجاز والنجاحات. يبحرون فرادى ومجتمعين في بحر العربية الكبير، ويروون تجاربهم في "ضاد في ساو باولو" حيث يتتبع الفيلم حكاياتهم من بدايتها، ويرصد لحظات سعادتهم بتحقيق ما أرادوا، ويستذكر معهم تفاصيل في الرحلة الطويلة.
يذكر أن الفيلم هو من إخراج المخرج السينمائي عبد الرحمن أبوحسنة وتصوير هاني الدرساني، وأنتجته شركة AH Produções e Traduções لصالح التلفزيون العربي.
نتمنى لكم مشاهدة ممتعة للفيلم.