بلدية ساو باولو تعلن عن انتخابات المجلس البلدي للمهاجرين
جلسة الإعلان عن المجلس في بلدية ساو باولو
أعلن المجلس البلدي لمدينة ساو باولو مؤخراً عن قائمة من المرشحين لانتخابات "المجلس البلدي للمهاجرين". وهو مجلس مؤلف من ممثلين عن المهاجرين واللاجئين في مدينة ساو باولو ويضم أيضاً ممثلين لمنظمات غير حكومية وجهات أخرى تمثل المهاجرين واللاجئين أو داعمة لهم في مدينة ساو باولو.

وبشكل عام فإن تشكيل هذا المجلس يعكس مدى اهتمام بلدية المدينة بواقع المهاجرين واللاجئين، ويبين مدى الجدية والرغبة في العمل من أجلهم. إلا أن كثيرين ينتقدون غياب الترويج لهذا المجلس بين مجتمع المهاجرين واللاجئين، حيث أن أغلب هؤلاء لم يسمعوا بالمجلس وتشكيله.

وقد حدد المجلس البلدي للمدينة لائحة من الشروط للترشح لعضوية المجلس البلدي للمهاجرين، كان أبرزها أن يكون الشخص المرشح هو من المهاجرين أو اللاجئين أو أن يمثّل مؤسسة أو منظمة تدعم اللاجئين والمهاجرين وتعمل من أجلهم. وقد انتهت نتائج الانتخابات إلى أن تفرز 40 مرشحاً، غالبيتهم من المستقلين، فيما كان ثمانية منهم فقط ممثلين لهيئات ومنظمات. وقد نشرت بلدية ساو باولو قائمة المرشحين على موقعها الرسمي.
 
قائمة مرشحي المجلس البلدي للمهاجرين في ساو باولو

وحدّدت البلدية موعد الانتخابات التي سيتم من خلالها انتخاب أعضاء المجلس من قائمة المرشحين المعروضة في يوم العاشر من يونيو/حزيران الجاري من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الخامسة مساءً. محددةً ستة مراكز انتخابية تتوزع على مناطق المدينة. ويحق لكل مهاجر/لاجئ أن يقوم بالانتخاب شريطة إبراز وثيقة شخصية تتضمن صورته.
 

ورغم أهمية هذا المجلس وأثره الكبير الذي سينعكس على حياة المهاجرين واللاجئين، ويشير كما أسلفنا إلى مدى اهتمام مدينة ساو باولو بالمهاجرين فيها، إلا أن من التقيناهم وسألناهم عن رأيهم في المجلس كان لديهم تعليقات على هذا الموضوع.

فاللاجئ "أحمد خ." أشار إلى أنه لم يسمع عن هذا المجلس مطلقاً واستغرب وجوده، ظاناً أننا نقوم بعمل مقلب الكاميرا الخفية في رمضان". أما "حسن س." فقد قال أنه سمع عن المجلس وقرأ أسماء المرشحين على موقع البلدية منذ أسبوع لكنه لم يفهم الآلية التي تم بها قبول هؤلاء المرشحين أو متى تم الطلب إليهم أن يترشحوا للمجلس". وأشار حسن أيضاً إلى أنه لن يشارك في الانتخابات حيث أنه يعرف الغاية من هذا المجلس "في ظل غياب أي مواد تعريفية حول المجلس ومهامه والغاية منه".

من جهته أشار "طارق م." أيضاً إلى أنه لن يشارك في هذه الانتخابات نظراً لعدم معرفته بأي من المرشحين، ولا ببرامجهم. حيث قال: "بالنسبة لي لا أعرف أي شخص أو منظمة من المترشحين.. ولم أسمع بالكثيرين منهم، كما أنني لن أتمكن من التمييز بينهم نظراً لأنني لم أتمكن من الوصول إلى برنامج عمل أي منهم".

فيما قال المهاجر "عبد الله س." أنه سيشارك بالانتخابات وسيقوم باختيار "أحد المرشحين العرب" ليكون عضواً في المجلس، فبالنسبة له "من الضروري أن يكون لنا مرشح عربي في هذا المجلس".

ونشير إلى أن بلدية ساو باولو عقدت اجتماعاً عاماً في أواخر أبريل/نيسان الماضي، وأعلنت فيه عن المجلس والانتخابات وفتحت باب الترشيح للراغبين، إلا أنّ النشر والترويج الذي تم لهذا المجلس كان باللغة البرتغالية التي لم يتقنها كثيرون من اللاجئين والمهاجرين حتى الآن.

ويمكننا بالتالي الوصول إلى أن هذه التجربة على الرغم من أهميتها، والتي تعكس أيضاً ارتقاءً في نظرة المجتمع البرازيلي والجهات الحكومية تجاه اللاجئين والمهاجرين، وبالأخص بعد صدور قانون الهجرة الجديد في البرازيل، إلا أنّ القصور الإعلامي الذي رافق التحضير لهذه التجربة، وعدم معرفة الكثيرين من المهاجرين واللاجئين بتفاصيلها سيضعف من هذه التجربة. آملين أن يتم تجاوز هذه الهفوات في الانتخابات القادمة. متمنين كل التوفيق للمجلس الذي سيتم انتخابه في أداء مهماته وأن يساهم في تحسين حياة المهاجرين واللاجئين في البرازيل وتعزيز وضعهم.