صحن الخير.. مشروع لمكافحة الجوع في البرازيل
إن كنت أحد العاطلين عن العمل في البرازيل، أو لا تجد ما يقيم أودك، فإنك لن تموت جوعاً. كل ما عليك فعله هو التوجه لأحد الأمكنة المخصصة، للحصول على بطاقة المساعدة الاجتماعية، وستحصل تالياً على وجبة بسعرٍ لا يتجاوز ريالاً برازيلياً (أي ما يقدّر بـربع دولار أميركي).

تنتشر عشرات المطاعم الشعبية التابعة لبرنامج "صحن الخير" (أو ما يعرف بالبرتغالية ببوم باراتو)، في أغلب مدن ولاية ساو باولو البرازيلية، لتقدّم ما يصل إلى تسعين ألف وجبة صحية عالية الجودة يومياً، يتم تخصيصها للفقراء والعاطلين عن العمل والمشرّدين المستفيدين من برنامج "صحن الخير".
 
وأفادت مصادر وزارة التنمية الاجتماعية في حكومة ولاية ساو باولو بأنه منذ افتتاح البرنامج قدمت أكثر من 210 ملايين وجبة للمستفيدين من البرنامج، بمبلغ تفوق قيمته 600 مليون ريال برازيلي، تم رصده لإعداد الوجبات وافتتاح المطاعم وصيانتها.
 
وافتتح أول هذه المطاعم في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2000، ضمن جهود وزارة التنمية الاجتماعية في حكومة الولاية في سياق مشروع مكافحة الجوع.
 
وقد بدا مارسيلو دو آراوجو منهكاً جداً برفقة زوجته وابنته الصغيرة، وهم يقفون في صف الانتظار للحصول على وجبة الغداء بعد أن تمكن الخميس الماضي من الحصول على بطاقة المساعدة الاجتماعية لأفراد عائلته، بعد إجراءات وصفها بأنها شديدة البيروقراطية والتعقيد، فيما ظهر أحد كبار السن سعيداً بحصوله على وجبة غداء تتضمن 1200 سعرة حرارية، مقابل ريالٍ واحد فقط .
 
وتتكون وجبة الغداء من الأرز والفاصولياء والسلطة، وبعض الخضروات، وقطعة من اللحم، وأخرى من الخبز، إلى جانب كأس من العصير، وقطعة من الحلوى، أو حبة فاكهة موسمية. فيما تحتوي وجبة الإفطار على الحليب مع القهوة، أو الشوكولاتة، أو الزبادي مع الخبز والزبدة، أو اللحوم الباردة مع قطعة من الفاكهة الموسمية، بما يضمن الحصول على 400 سعرة حرارية تقريباً.
 
في الخامس عشر من الشهر الجاري، افتتح البرنامج مطعماً جديداً في مدينة ساو برناردو دو كامبو (جنوب ساو باولو)، ليقدّم ما يزيد على 2500 وجبة في المرحلة الأولى، منها 800 وجبة عشاء، حيث سيكون هذا المطعم هو الأول الذي يقدّم وجباتٍ نهارية وليلية أيضاً، وفق تصريحات حاكم الولاية جواو دوريا.
 
الجدير ذكره، أن عدد العاطلين عن العمل في البرازيل يصل إلى 13 مليون نسمة، أي بنسبة تقدّر بـ 12.5% بحسب آخر الأرقام الصادرة عن المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء، في البلد الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة منذ أربع سنوات، وتهدده مشاكل اجتماعية كبيرة وسط أزمة سياسية متصاعدة، انتهت إلى وصول الرئيس اليميني الشعبوي جايير بولسونارو إلى سدة الرئاسة مطلع هذا العام.