تفاصيل مأساة انهيار السد في بلدة برومادينيو البرازيلية
برازيليان على أطلال الدمار ينتظران أي معلومات بخصوص أقاربهم: تصوير André Penner لأسوشيتد برس
انهار أحد السدود الثلاثة لمجمع «كوريغو دي فيجياو» المنجمي التابع لمجموعة «فالي» للمناجم، بعد ظهر الجمعة الفائت، في «برومادينيو» البلدة التي يسكنها 39 ألف نسمة، وتبعد نحو 60 كلم جنوب غرب «بيلو أوريزونتي» عاصمة ولاية ميناس جيرايس. وقد أدى انهيار السدّ إلى سقوط قرابة 58 قتيلاً، وفقدان ما يزيد على 310 شخصاً (حتى ساعة إعداد هذا التقرير من صباح اليوم الاثنين)، والحصيلة قابلة للارتفاع، بعد تأكيد السلطات أن فرص العثور على ناجين "ضئيلة".
 
وكان روميو زيما، حاكم ولاية ميناس جيرايس حيث يقع السد في جنوب شرق البلاد، صرح بأنّ "الشّرطة ورجال الإطفاء والجيش يبذلون كلّ ما في وسعهم لمحاولة إنقاذ ناجين محتملين". وأضاف لصحافيين "لكننا نعرف أن هناك احتمالات ضئيلة" في العثور على ناجين، مضيفاً "لن نعثر سوى على جثث على الأرجح". فيما قالت السلطات المحلية إن فرق الإنقاذ تمكنت من العثور على 270 شخص حتى الآن.

وأظهرت الصور المتداولة أن سيلا من الوحل بني اللون يغطي مساحات واسعة من الأراضي، ليترك عدداً كبيراً من المنازل مدمّراً تماماً. وصرّح «فابيو سفارتسمان»، رئيس مجلس إدارة مجموعة فالي للمناجم، أن "معظم الأشخاص المتضررين من موظفينا". وأوضح سفارتسمان أن كافيتيريا المجمع غمرها الوحل، خلال وقت الغداء. وتوقع أن تكون هذه "المأساة البيئية" أصغر من تلك التي وقعت في العام 2015، لكنه أكد أن "المأساة البشرية أكبر بكثير".
 
فيما أشارت مصادر برازيلية عدة إلى أن السلطات القضائية في ولاية ميناس جيرايس أمرت بتجميد حسابات مصرفية قيمتها مليار ريال تابعة للشركة، تمهيداً لدفع تعويضات. في الوقت الذي لا يزال فيه عددٌ كبيرٌ من أقارب الضحايا بانتظار أي معلومات عن ذويهم بغضبٍ شديد نتيجة قلة المعلومات المتوافرة.

وتعمل فرق الإطفاء والإنقاذ بفعالية كبيرة لمحاولة العثور على أحياء بين الدمار الهائل. وأظهر فيديو مصوّر رجل إطفاء ينتشل امرأة جريحة ، بينما كان شخصان غارقين في الوحل حتى مستوى الخصر.
 
 
من جهته، توجّه الرئيس البرازيلي «جايير بولسونارو» (أمس الأول السبت) إلى ميناس جيرايس، وحلّق فوق المنطقة المنكوبة. وقال بولسونارو في لقاء مع صحافيين في برازيليا "سنسجل الأضرار لنتخذ كل الإجراءات اللازمة لتخفيف آلام عائلات الضحايا والمشاكل البيئية".
 

وفي هذه الأثناء، وعلى بعد نحو 15 كلم عن السد، أخلت السلطات "وقائيا" موقع إينهوتيم، خشية انهيار سدٍ ثانٍ في المنطقة. مما قد يخلف كارثة إنسانية شديدة التأثير.

يذكر أن انهيار سد «ساماركو» الذي تملكه مجموعة «فالي» (نفسها) والمجموعة البريطانية الأسترالية «بي اتش بي»، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أسفر عن سقوط 19 قتيلاً، وتسبب في كارثة بيئية غير مسبوقة في البرازيل قرب بلدة «ماريانا»، على بعد نحو 150 كلم عن «بيلو أوريزونتي».