حريق في نادي فلامينغو.. مأساة إنسانية جديدة في مركز رياضي
بقايا السكن بعد الحريق

إعداد: أحمد أبو حسنة

 
استفاق سكان مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية والبرازيليون عموماً على كارثة إنسانية جديدة صباح يوم الجمعة، إذ اندلع حريق في سكنٍ مخصص لرياضيين شباب في نادي فلامينغو الرياضي الشهير في المدينة. حيث تواجد قرابة 15 رياضي شاب جاؤوا إلى النادي لإجراء تدريبات خاصة قبل الالتحاق بفريق الأشبال التابع له ليبدأوا مسيرتهم الاحترافية هناك.

فمع ساعات الصباح الأولى، اندلعت النيران في أحد أجهزة التكييف في السكن وأدت إلى وفاة عشرة من الرياضيين على الفور وإصابة ثلاثة آخرين نقلوا إلى المستشفى، كما أتت النار على كامل السكن والذي تحوّل إلى فرن حراري مع وجود الجدران والفواصل المعدنية مما أدى إلى انفجار عدد من المكيّفات ضاعفت درجات الحرارة بشكل كبير جداً.

وأشارت إفادات شهود العيان والجوار إلى أن وصول سيارات الإطفاء والإسعاف إلى المكان قد استغرق قرابة نصف ساعة، وهو ما جعل من عملية إنقاذ الرياضيين مهمة مستحيلة.
 
صور اللاعبين العشرة قبل الحادث


وقد تبادلت إدارة النادي والمجلس البلدي للمدينة وجهاز الإطفاء تحميل المسؤولية، حيث أشار كل طرف من الأطراف إلى مسؤولية الآخرين عن الحادث. فالمجلس البلدي أشار إلى أن هذا السكن في النادي هو سكن غير مرخّص مبرزاً عدة مخالفات كانت إدارة النادي قد ارتكبتها سابقاً، وردّت إدارة النادي بأن ترخيص البناء من عدمه ما كان ليمنع هذه الكارثة، حيث أن البناء مجهّز على أعلى مستوى حسب تصريحات الإدارة التي حمّلت أجهزة الإسعاف والإطفاء المسؤولية عن التأخر في الوصول.

بدوره قال جهاز الإطفاء أن المكان الذي بني عليه هذا السكن إضافةً إلى شكله وعدم توفّر المعايير المناسبة وكذلك التجهيزات الموجودة فيه كلّها كانت عوامل مساعدة في ارتفاع مستوى الخطر وفي وصول الحريق إلى هذا المستوى مما صعّب من عمليات الوصول والإنقاذ. مؤكداً على أن رجال الإطفاء قاموا بدورهم على أكمل وجه.

وقد كانت آثار الحريق كبيرةً جداً إلى درجةٍ جعلت من التعرف على جثث الضحايا العشرة، الذين جاؤوا من مناطق مختلفة من البرازيل للاحتراف في النادي، صعبةً جداً. حيث أشار تقرير لموقع غلوبو أن الجهات الجنائية لجأت إلى تحليل الحمض النووي للتعرف على أجساد أربعة من اللاعبين الضحايا، فيما اتبعت أساليب تشريحية أخرى للتعرف على آخرين من خلال مطابقة شكل قوس الأسنان للضحايا مع الصور الرقمية الموجودة في معهد الطب الشرعي. ولا زال من الصعب حتى الآن تحديد هوية كل جثث الضحايا.

يذكر أن هذه الكارثة تعتبر الكارثة الأكبر التي تصيب مجموعة من الرياضيين البرازيليين بشكل جماعي بعد حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل فريق كرة القدم «شابوكينسي» قبل ثلاثة أعوام والتي انتهت بنجاة لاعبٍ واحد وموت كامل أعضاء الفريق.